عذرا لسنا من نفس المياه الاقليمية

مركب مطاطي صغير  نهر بين بلدين  والكثير  من الاحلام  تفصل بين ارضين كل    ماتحتاجه  هو ان تفقد الامل تمام  بكل شيئا حولك  وتحاول باي طريقة  ان تعبر للضفة  الاخرى  علاك  ترى امالك  التي  كانت طريحة الفراش  تعاود الحياة  من جديد  .

تغلق دول العالم  الثاني  ابوابها امام  القادمين من العالم  الثالث حيث الفقر والجوع والحروب التي تاكل هذه البلدان خصيصا 

في شرق الاوسط  ,ثم  تطلب منهم  التقدم بطالبات  طويلة العمر  لمنظمات الانسانية علها تكون جسر  عبور لاهؤلاء الاشقياء  المنظمات بدورها تتذرع  بالازدحام  الشديد  ثم  انها لا تفتئ  تذكر ان  عملها لا يتجاوز كونه  اسعافات  اولية  وليس علاج  للازمة  الحاصلة  . اذا لدينا  الان ابواب سفارات مغلقة  ومظمات  انسانية ودولية  عاجزة  عن  تقديم  اي حل ناجع  , يبقى لديك عزيزي  المهجر  خيار مرير علقمي الطعم  وهو  الهجرة  الغير  شرعية .

تبدء هذه القصة من تركيا وتحديدا من مدينة  ادرنة التي تبعد حوالي    (717.0 كم) عن الاراضي  اليونانية يفصل بينهما نهر واحد هو ايفروس هناك تقبع احلام لاجئين للوصول الى اوربا ارض الاحلام  .

يروي (م .د) حكايته مثله مثل (ك . م) و(ش. م)  ان كنت تريد السفر عليك ان تجد مهرب جيد هذا ان وجد يمكن ان تتعرف عليه عن طريق الاصدقاء او معارف او حتى صفحات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وغيرها  التواصل سهل للغاية 

ومبلغ الذي يدفع للمهرب لايصلك لليونان يتراوح  بين 1500E او 2000E  يحملك مهرب بسيارة تتسع لاريعة ركاب فقط لكنه يحشرها بما يزيد عن 12 شخصا بين اطفال وناس ورجال , لاعليكم  ماهي الا برهة من زمان ونصل هكذا يقول مهرب 

هذه برهة تستمر ساعتين الى ساعتين ونصف  فيما بعد منتصف الليل  يقول (م.د) رمنا مهرب قرب حقل كبير والظلام كان دامس لما نتعرف على وجوه بعضنا البعض  الا حين حل النهر كنا نمشي ومعنا دليل يدعي ريبر الذي بيدوره اراد ان يسافر 

الى الطرف الاخر  من الدنيا كنا نتعثر ونمسك بايدي بعضنا البعض هناك فتاة كانت معنا لوحدها تعثرت وغاصة قدمها بالطين  فقام دليل بتركها وحدها ومتابعة المسير  !! الا اني وشاب اخر حاول ان ننقذها حتى تابعت المسير الامر الذي عرضنا 

لفقدان دليل الذي لم ينتظرنا ورحنا ندور  في دوائر مفرغة ,بدء الفجر في الولوج علينا ان نسرع الان اكثر لان  الطرف التركي ان عثر علينا سيكون مصيرنا السجن والترحيل .

بعد عدة دقائق من حيرة قررنا ان نستعمل حواسنا ونحاول ان نستمع الى صوت النهر عله يكون قريب وفعلا اقتربنا منه قليلا وهنا التقينا بدليل وباقي الاشخاص الذين كانو معنا  هدوء عليك ان تتحدث بالهمس او الاشارة فا هذه النقطة مفترق طرق  نهر صغير وشاب على قارب مطاطي يتارجح شاب وصل الينا خلال دقيقتين لكنه قال العديد كبير لن احملهم دفعة واحدة علي ان احمل نصف وينتظر النصف الاخر حتى اعود لاخذه  ذهبت اول دفعة وانتظر بجواري اب مع طفله ذو العامين زوجته ذهبت قبله تمتم  اخر في جوار (لو مسكونا رح تكون مرتك هنيك وانت بقيت هون يا خطي ) الرجل لم ينطق ببنت شفة لونه استحال للاصفر اغمض عينه وكانه لا يريد حتى التفكير بهذا الاحتمال المرعب .

المركب عاد من جديد بسرعة عليكم صعود وتوازن  مسافة قريبة خلال 3 دقائق كنا على طرف الاخر للنهر وصلنا بسلامة او هذا ما كنا نعتقده ؟

الدليل يقول لنا الان انتم في امان في منطقة بالمنتصف بين تركيا ويونان لا يقترب منها احد عليكم بقاء حتى الليل ثم سنعبر بكم نهر اخر لتصلو للجانب اليوناني , الجو كان بارد  الاشجار تغطي هذه الجزيرة الصغيرة وترى انواع الحشرات والافاعي الصغيرة كنت اسال نفسي سؤال واحد هل اوربا تستحق كل هذا العناء ؟؟؟.

حاول الدليل اشعال النار لتدفئتنا الا ان دخانها كان اقوى بكثير من لهيبها دخان حرق العيون والحناجر واصاب الجميع بسعال مزعج , ثم قرر فصلنا النساء في جهة والرجال بجهة اخر ى  وقال :عليكم اخذ قسط من راحة ونوم  وكنت انظر اين يمكن ان انام  مكان ليس معد اصلا للحياة بشرية , حاولت ان اجد مكان يمكن ان اغفو فيه لبعض وقت ولم ادري كيف تجاوزت غفوتي ساعتين او ثلاث الا ان اصوات الناس ايقظتني والاطفال الذين يبكون دون سبب او مبرر .

حاولت ان اسال شب صغير متى يمكن لنا ان نعبر للطرف اليوناني اجبني بتكلف في مساء الان اريد النوم انا اعمل طوال الليل وعلي اخذ قسط من راحة ,

كان رث الثياب اشعس الشعر  كلماته فجة وفظة ورائحة الكحول تفوح من فمه .وقلت في سري سترك يارب كيف قاد بنا مخمور ذاك القارب والان ايضا سيقوده للطرف الثاني 

تركني ونام وانا احاول ان اجد طريق يمكن اعبر منها لاول قرية علني اجد اي وسيلة مواصلات تحملني من قرية الى اخرى بقيت انا قش الاخرين الذين معي واتخبط بين يمنة ويسرة هذه القرية او تلك حتى اخذني الوقت واستيقظ الشاب الصغير 

سالته ممازحا كم عمرك ؟ اجاب 19 عام تفجاءت 19 عام وهذا عملك اجاب :نعم انه عمل جيد يدر الارباح ثم اني مهرب معروف 

مهرب في عمر 19 سنة لماذا ستغربت فبهذا العمر يحملون سلاح ويقاتلون وايضا ممكن ان يتزوجو  جهل وحرب وتخلف ستكون هذه نتيجة منطقية لها .

بعد نقاشات وجدالات طويلة اخبرنا انه يريد مال ايضا لكي يحملنا بقاربه للطرف اليوناني  الامر الذي لم يخبرنا به المهرب الاول وهنا بدءت اكتشف انهم مثل عصابة  واحد يسلم للاخر قطيع من بشر او كم يطلقون علينا (نفر )

وانت ايه النفر عليك ان تدفع حتى تعبر مع انك دفعت مال اول مرة للشخص الذي اقنعك بان طريق سهل ويسير 

وتذرع بالله  بانه هو الحامي وهو في حقيقة الامر يقودك لحتفك  او لحبسك ع اقل احتمال 

قررنا ان ندفع لا سبيل للوصول الا بعد ان ندفع له  حملنا مرة اخر على قاربه لكن النهر كان اكبر هذه المرة  ومركب اخذ يتارجح اكثر واكثر وصلنا على شاطئ زلق طيني كل ما قاله مهرب عليك ان تبقى تسير بتجاه اليسار فاليسار واليسار وغادر 

وتبعنا نحن مسير بين اشجار والاشواك والحشرات التي تقرص ولا ترحم  غابة كثيفة من الشوك والشجر وعليك ان تتكون سريع وهادئ في نفس وقت  معادلة غاية في صعوبة  مشينا حوالي ساعة ونصف الى ساعتين  تمكن العطش منا 

وشمس كانت حادة جدا وكانها شمس تموز  وليست شمس ايار 

اقتربنا من القرية اليونانية  سعادة هذه اللحظة لاتوصف اقتربنا من ملامسة الحلم  .

على اطرف غابة وضعنا عنا ملابس السفر وارتدينا ملابس نظيفة وضعنا العطر وحاولنا ان نظهر وكاننا سياح 

ثم اتجاهنا الى القرية ودخلنا فيها كاننا من سكانها تبعنا المسير حتى وصلنا لمقبرة احتمينا فيها من اشعة الشمس الحارقة وهناك صنبور ماء روينا عطشنا  منه  . في هذه اللحظة شعرت ان الاموات ارحم واشفق علينا من الاحياء في مكانهم الهادى احتمينا نحن المهجرون قسرا و الساعين في دروب الحياة عن حياة جديدة حياة كريمة  وكانت مقولة محمود درويش تردد داخلي (((ونحن لم نحلُمْ بأكثر من …حياةٍ كالحياة )))

انتظرنا حوالي نصف ساعة داخل مقبرة وفي غرفة صغيرة للصلاة جلسنا هناك بضعة كراسي متهالكة الا انها تفي بالغرض

شبكات عنكبوت في كل مكان وعنكبوت عملاق ينظر الينا وكاننا اخترقنا مملكته , دار ناقش حاد بين ان نتابع المسير وبين ان ننتظر حتى يحل المساء ونتيجة  كانت ان الغلبية تريد متابعة مسير مضينا على غير هدى  بلا دليل ولا انترنت وكان تخمين

هو حليفنا الا ان سلكنا طريقا خاطئ  قادنا مباشرة الى حافلة بيضاء صغيرة ورجل طويل وضخم ذو ضحكة غبية  قال لنا بكل اريحة  انتم سوريون تعالو معي .

وضعنا في حافلته البيضاء اخذ هواتفنا واغلاق الباب الحافلة لاتصلح للنقل نهائيا لا البشر  ولا حيوان ولا اي كائن حي 

فهي مغلقة تماما بلا فتحات تهوية لم استطع التنفس اكثر من مرة  كان هناك ثقوب صغيرة فقط في سقف تدخل بعض الهوا  حمدالله ان مسافة لم تكن طويلة خلال عشر دقائق وصلنا الى نقطة او قسم شطة لا اعلم قامو بتفتيش حقائبنا 

وتفتيش ذاتي للرجال وتفتيش للنساء ثم زجو بنا في سجن قذر للغاية .

يتبع 

مقالة أولى على المدونة

هذه هي مقالتك الأولى تمامًا. انقر على رابط تحرير لتعديلها أو حذفها، أو بدء مقالة جديدة. استخدم هذه المقالة، إن شئت، لإخبار القراء عن سبب إنشاء هذه المدونة وما الذي تخطط للقيام به من خلالها. إذا كنت بحاجة إلى المساعدة، فاطلب ذلك من الأشخاص الودودين في منتديات الدعم.